رغم الأزمة الدبلوماسية بينهما.. الجزائر تُرسل وزير الطاقة إلى النيجر في محاولة للحاق بمشروع الغاز نيجيريا - المغرب
على الرغم من الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، اضطرت الجزائر لبعث وزير الطاقة محمد عقراب، إلى النيجر في محاولة لإقناع سلطات نيامي بإعادة إحياء خط الغاز القادم من نيجيريا، وذلك في محاولة لتفادي إلغائه بعد تركيز أبوجا بشكل واضح، خلال الأشهر الماضية، على المشروع الإفريقي الأطلسي الذي يربطها بالمغرب.
وحل عقراب بنيامي يوم أمس، للاجتماع بوزير البترول النيجيري مامان مصطفى باركي باكو، في محاولة لـ"لتسخين العلاقات الثنائية التي شهدت حالة من البرود على مدار أشهر"، على حد تعبير صحيفة "الشروق" المقربة من النظام الجزائري، والي أكدت أن الأمر يتعلق بالشروع في محادثات من أجل مستقبل خط الغاز نيجيريا – النيجر – الجزائر.
وأورد المصدر نفسه أن الوزيرين ناقشا "وضع التعاون الثنائي والتاريخي وسبل تعزيزه وتطويره خاصة في قطاع المحروقات"، موردة أنهما تباحثا أيضا حول مستجدات نشاط "سوناطراك" في النيجر على مستوى الحقل النفطي بمنطقة كفرا، واتفق الوزيران أيضا، حسب "الشروق" على "مواصلة الاجتماعات التنسيقية" لدراسة جوانب مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء.
وربط وزير الطاقة الجزائري إعادة إحياء هذا المشروع بمجموعة من "العروض" الموضوعة على طاولة وزير البترول النيجيري، إذ عرض المرافقة، من خلال مجمع "سوناطراك" في مجال تطوير الصناعة البترولية، وكذا مساهمة الجزائر في تكوين الخبرات النيجرية على مستوى المعهد الجزائري للبترول، التابعة للمجمع ذاته.
وقال عقراب إن الجزائر ونيجيريا والنيجر "مقتنعة بأهمية مشروع خط أنابيب نقل الغاز العابر للصحراء، من حيث تأثيره الإيجابي على التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلدان الثلاثة وكذا على مناطق العبور، في سياق جيوسياسي وطاقوي خاص، يتميز بطلب قوي على المحروقات ولاسيما الغاز الطبيعي، الذي أصبح بمثابة العملة النادرة في العالم، ولاسيما في أوروبا، بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية".
وتحاول الجزائر تدارك "الجمود" الحاصل في مشروع خط النفط، منذ دخولها في صراع سياسي مع يامي منذ تولي المجلس العسكري السلطة، إثر الانقلاب على الرئيس محمد بازوم، المدعوم من قصر المرادية، في يوليو 2023، وهو ما جعل خيار الخط الإفريقي الأطلسي الوحيد المطروح عمليا أمام نيجيريا، وهو الذي يتوقع عبوره من 14 دولة إفريقية قبل الوصول إلى أوروبا.
وفي فبراير الماضي، قالت وزارة الدولة للموارد البترولية في نيجيريا إن رئيس البلاد، بولا تينوبو "متحمس لهذه المبادرة وسيبذل كل ما في وسعه لضمان وصوله إلى منتهاه"، وتابعت، على لسان وزير الدولة للموارد البترولية، إكبيريمبي إيكبو "إنه مشروع طويل الأمد لكنه سينجح".
وفي المقابل فإن العلاقات بين النيجر والجزائر شهد خلال الـ12 شهرا الماضية العديد من الصدامات، إذ رفض المجلس العسكري في نيامي عرض الرئيس عبد المجيد تبون الوساطة لإنهاء الأزمة في أكتوبر من سنة 2024، وفي أبريل الماضي استدعت الخارجية النيجيرية سفير الجزائر للاحتجاج على طرد مهاجريها بشكل غير إنساني.